الرئيسية
دخلنا شيء جميل يريد أن يخرج
اليوم هو يوم مشرق وجميل .. الشمس تشرق علينا وكأنها ترسل لنا الدفء وتحمينا من الأمراض.. وتعطينا الحيوية والضوء..لنبدأ عملنا اليومي .. ما أجمل الحياة .. أعتقد أنك سوف توقفني لحظة عن هذا الحلم الذي أتحدث عنه وتقول : لا تكن متفائلاً إلى هذه الدرجة فالحياة مليئة بالمتاعب والعثرات وأصبحت الآن من الأكثر الأشياء صعوبة أن تجد ما تتحدث عنه.. أنا أعلم أن ما قلته واقع الحياة ولكن ما الذي يجعل في هذه الحياة الصعبة شخص يضحك وآخر يبكي..إن الدنيا ثابتة لكن عقل الإنسان هو فقط الذي يدركها بالطريقة التي تبرمج عليها .. لو تخيلنا أن أحد تربا في عائلة كلها متشائمين ولا يعرفون الأمل فسوف تجده يرى الحياة بعين بائسة بعكس جاره السعيد المتفائل الذي يسكن بجواره والذي يبلغ العمر نفسه ولكنه تربى في عائلة متفائلة ومُحيط يحب الأمل..كل هذا يعتمد على كلمة واحدة إنها البرمجة...
دعنا فقط نستمتع بهذه الشمس الرائعة ونطلق الخيال الذي داخلنا .. ونسأل أنفسنا لحظة عن ما بداخلنا .. هل تريد سيارة ..مال ... هدوء ..راحة..تخيل ما شئت وعش فيه.. هل تعني أن أدخل عالم الأوهام .. إنه عالم التخيل الإيجابي .. سوف توقفني وتسأل هل هذا فعال؟..نعم فعال. هل تذكرت كم مرة أنجزت عمل ما ( تذكر آخر نجاح لك) .. الآن تذكر قبل هذا العمل ..ألم تحلم أن تنهيه .. ألم تشعر في لحظة أنه خيال وإنه وهم..وها أنت قد فعلته وحولته إلى واقع ..
إن كل ما يحدث في العالم ..وما حققته من عمل قد حدث داخل عقولنا لكننا سواء أدركنا أنه حدث أم لم ندركه فهذا قد حدث فعلاً..بكل بساطة ما حدث هو التخيل قبل الفعل ..دكتور {ستيفين كوفي}{ في كتابه العادات السبعة للناس الأكثر فعالية في العالم } يبرهن على أن كل ما يحدث في العالم الخارجي لابد أن يحدث في عقولنا ( أي عالمنا الداخلي).. واللغة داخل عقولنا هي التخيل..المشكلة كما قلنا في البرمجة السابقة لأسلوب تفكيرنا وتناسبها مع طريقة عمل عقولنا فقد نشأنا في محيط يفكر أن الأحلام والتخيل شيء ليس له أهمية ..
إن من أهم ما قدمته علوم العقل هو قانون الجذب الذي يعتمد فقط على التفكير في شيء ثم تمنيه وتخيله والعمل له والباقي سوف ينجذب لك ..سوف تجد الطرق ميسره وكل ما حولك يحاول أن يجعلك تصل إلى ما تريد وهذا يتحقق أكثر بالتوكل على الله وراحة بالنا لأن الله هو الرزاق .. وثق تماماً إنه سبحانه وتعالى سوف يعطيك ما تريد .. لا تحاول أن تتحكم في النتائج فهي بيد الله عز وجل وهو الحكيم العليم.. فبحكمته سوف يعطيها لك في الوقت المناسب وبعلمه عز وجل يعلم ما هو خير لك وما هو شر لك ..فلماذا نتخيل دائماً حياتنا صعبة ونحاول إقناع أنفسنا أن نتائجنا سيئة رغم النتائج ليست بأيدنا ..بل إننا حتى لم نعد نتخيل لأننا اقتنعنا أن النتائج سيئة ..والواقع ليست هناك نتائج سيئة بل هي محاولات للوصول إلى النتيجة الأقوى والأحسن والباقي تغذية مرتجعة .. وتأكد أن البذرة الأولى لأي عمل هي إدراكك لهذا العمل ثم التخيل الذي يجعله يكبر ويرى النور..فنحن نحتاج فقط لمعرفة الطريقة التي من الممكن أن تجعلنا نحقق هذا التخيل وتحويله إلى واقع..وهذا ما سوف نفعله الآن..
دعنا نعود لما بدأنا به ونتخيل الحياة رائعة وخاصة حياتنا .. لنتخيل حياتنا أفضل وأن كل شيء سوف يكون أحسن ولنبحث داخلنا عن هذه الأحلام التي دفناها في أعماقنا من أجل أننا لا نريد أن نتخيلها .. بمجرد الجلوس مع أنفسنا والتخيل سوف نخرج هذه الأفكار الرائعة .. فأنت إنسان رائع ولديك أحلام كثيرة ..المهم أن تخرج هذه الأفكار وترى النور.. والبداية سوف تكون أسهل فقط عندما تملئها بالتخيل الإيجابي حتى تبدأ بالتنفيذ ..وتأكد أن عقولنا اللاواعية (العقل الباطن)مبتكرة جداً فبجرد التفكير بهذه الطريقة سوف نجد كم هائل من الأفكار الجاهزة للتنفيذ..
وإليك هذه الطريقة الرائعة للتخيل الإيجابي :
- أجلس في مكان هادى لمده 20 دقيقة
- ألبس ملابس مريحة
- أحضر ورقة وقلم
- أكتب كل ما تريد من أحلام مهما كانت مبالغ فيها وخيالية
- إذا كان هناك خطوات عملية للحلم فأكتبها
- أكتب لماذا تريد هذا الحلم
- أقرأ ما كتبت
- ابدأ بالهدوء ودع القلم وأسترخي تماماً (حاول الوصول إلى مرحلة الألفا)وهذه المرحلة تعتمد على أن تكون مغمض العينين وكل جسمك مسترخي وتركيزك على تنفسك (حيث الزفير أطول من الشهيق)
- عندما تشعر بالراحة التامة تخيل أنك الآن تذهب إلى مستقبلك وتريد فقط أن تعرف ماذا سوف يحدث
- أبدأ بتخيل نفسك وأنت تفعل كل شيء في حلمك وكأنك تعيشه فعلاً(اسمع كل من حولك وشاهد كل شيء يحدث وأستمتع بعمل ما تعمله من أعمال)
- لا توقف العملية إلا وأنت قد حققت هدفك.
- هناك وبعد أن وصلت للقمة وأنت مُحقق لهدفك أعمل صورة لهذه الموقف وضع فيها كل ما تحب..
- تذكر هذا الموقف دائماً (تذكر هذه الصورة)
- كرر التمرين مرتين يومياً ولاحظ النتائج بعد أسبوع فقط..
إن عقل الإنسان ذو قدرات لا محدودة و بإمكانه أن يجد كل الحلول والطرق ..لكنه فقط يحتاج إلى توجيه منك ودع الباقي له .. وعندما تكبر الفكرة أبدأ بسرعة بالتنفيذ وحاول .. من الممكن أن تواجهه بعض المصاعب وهذا طبيعي حتى تكون فكرتك الأقوى يجب أن تدافع عنها وتتعلم من الآخرين ..ولو نظرت لكل قصص النجاح لوجدت أن أبطالها تعرضوا لمصاعب وكأن الله يعلمنا أن كل نجاح يحتاج إلى تعب وعمل وتحدي المصاعب حتى يستحقه الإنسان.. وتأكد في النهاية أن التخيل هو الماء الذي يسقي بذرة فكرتك والعمل هو المجهود الذي سوف تبذله لزرع تلك البذرة والأمل والاستمرار هو أساس خروج تلك البذرة مهما كانت صعوبة البيئة التي تزرع فيها ..لذلك فأجعل التخيل والعمل والأمل ثلاثية نجاحك..
د.أحمد حجاج
